الاثنين، 30 سبتمبر 2013

سخط متزايد

مدرعات الجيش أمام مديرية أمن المنيا (الجزيرة)
يوسف حسني-المنيا
على مدار الأسابيع التي أعقبت عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، تحولت مراكز وقرى محافظة المنيا بشمال صعيد مصر إلى ساحات تظاهر لم تعرفها هذه المحافظة حتى أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وعقب مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/آب الماضي، ارتفعت وتيرة الغضب الشعبي في المحافظة التي قتل عشرات من أبنائها أثناء عملية فض الاعتصام، إضافة إلى اعتقال مئات المعارضين للانقلاب بتهم ملفقة على حد قول كثير من أبناء المحافظة.
وفيما تنشط أجهزة الأمن في ملاحقة معارضي الانقلاب العسكري بحجة قيامهم بحرق مراكز للشرطة والكنائس والمصالح الحكومية، يعاني المواطن حالة من غياب الأمن وانتشار البلطجية، وهو ما يعزوه بعض أبناء المحافظة إلى انشغال أجهزة الأمن بتأمين مقراتها وتصفية حساباتها السياسية دون أي اهتمام بأمن المواطنين.
مرتضى خلاف، أحد سكان قرية "بني غني" ويعمل سائقا لإحدى سيارات الأجرة، يقول "إن الأوضاع بعد الانقلاب أسوأ بكثير من قبله، فالشرطة تصفي حساباتها والبلطجية يعملون دون أي خوف والمدرعات لا تحمي إلا الأقسام ومديريات الأمن".
شعارات مناهضة للانقلاب في شوارع سمالوط(الجزيرة)
سرقة تاجرويضيف خلاف للجزيرة نت "قبل أيام تمت سرقة أحد التجار على طريق بني غني سمالوط بالإكراه، وقبلها بأسابيع تمت سرقة ثلاثمائة ألف جنيه وأكثر من كيلوغرام من الذهب تحت تهديد السلاح من منزل أحد الأقباط ويدعى لطيف رمزي ولم تتحرك أجهزة الأمن، رغم أن الجميع يعرف مرتكبي هذه الحوادث وفي مقدمتهم أجهزة الأمن"، لافتا إلى أن مرتكبي هذه الوقائع شاركوا في حرق مركز شرطة سمالوط وسرقة أسلحته.
وتابع " نعم لم يقدم الرئيس المعزول محمد مرسي شيئا لي، لكنني كنت أتحرك وأنا مطمئن على نفسي وعلى سيارتي، أما الآن فلا أستطيع الخروج بسيارتي بعد صلاة العشاء لأن هذه السيارة تنفق على أسرة من ثمانية أفراد".
وبينما ينتشر البلطجية في الشوارع دون رادع، اضطر كثير من معارضي الانقلاب وخاصة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى ترك منازلهم هربا من ملاحقات الأمن، بل إن منهم من اضطر إلى مغادرة مصر هربا من الاعتقال، وهو ما دفع  كثيرين ممن نادوا بإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي لأن ينضموا إلى صفوف رافضي الانقلاب.
مرتضى خلاف: الأوضاع بعد الانقلاب أسوأ(الجزيرة)
نادي أبو العلا واحد من أبناء مركز سمالوط بشمال المنيا يعمل محاميا، يقول "رغم معارضتي لممارسات جماعة الإخوان أثناء وجودها في السلطة إلا أن ما تقوم به السلطات حاليا بحق معارضيها لا يمكن قبوله لأنه يرجعنا إلى الدولة البوليسية مرة أخرى، كما أن الخلاف مع الإخوان لا يعني قتلهم واعتقالهم على هذا النحو".
تصدر المشهدويضيف أبو العلا للجزيرة نت "لم نطالب بإسقاط مرسي لكي يعود لنا مبارك"، مشيرا إلى أن المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع من أبناء المحافظة عادوا إلى تصدر المشهد من جديد، وهو أمر لا يتماشى مع مبادئ ثورة يناير التي نادت بإسقاط مبارك ونظامه على حد قوله.
واختتم حديثه قائلا "لقد خرج الجيش عن الطريق الصحيح وبدأ في انتهاك القانون واستخدامه كسلاح لقمع معارضيه وهو ما لن يقبله أحد ".
ولم تفلح عمليات الدهم والاعتقال والتعقب التي تمارسها أجهزة الأمن بحق المعارضين في وقف المظاهرات والمسيرات المنددة بالانقلاب، كما تنتشر العبارات المناهضة لقائد الجيش عبد الفتاح السيسي في شوارع المنيا بكثافة.

ليست هناك تعليقات: